مجلة عالم الشرق الأوسط الرياضي
عقد حسن العتيبي.. إثارة فارغة!!
لم تكن قضية تجديد عقد زميلي وصديقي الخلوق حسن العتيبي ، الذي قضيت معه داخل البيت الهلالي أكثر من 15 سنة ، تلك القضية التي تستحق ذلك الضجيج ، الذي ملأ القنوات الفضائية وبعض الصحف ، كذلك لا أحد يستطيع أن يقنعني أن القضية كما أثيرت تستحق أن تكون موضوعاً لعدد من كتاب الأعمدة الصحافية ، لولا أن البعض يعاني أحياناً شح الفكرة ، لذا لا يتردد في كتابة فكرة مستهلكة مبنية على معلومات مغلوطة.
الفكرة المستهلكة التي يحاول البعض إثارتها متى ما سنحت الفرصة هي كذبة أن سامي الجابر من موقعه كمدير للفريق الهلال متسلط ويعمل على ( تطفيش ) زملائه اللاعبين ، هذه الفكرة التي ينقص من يتبناها الكثير من الذكاء ، تتردد بين الحين والآخر ، كانت البداية مع اعتزال النجم الخلوق نواف التمياط ، مروراً بقضية منع قائد الفريق الهلالي من دخول النادي ووصولاً الى ايقاف خالد عزيز ، ونهاية بقضية تجديد عقد حسن العتيبي ، ليس هذا كل شيء ، بل إن بين القضية والأخرى عدداً من القضايا التي تمس لاعبين آخرين أقل جماهيرية وأقل شعبية من الأسماء المذكورة ، ناهيك عن قضايا اعارة اللاعبين وتجديد العقود وأجانب الفريق ، كلها قضايا يحاول البعض جاهداً أن يثبت من خلالها أن سامي الجابر يعمل ضد مصلحة الهلال.
في ما سبق كله لن أقول إنني لا أتحمل مسؤولية ، أو إنني أتنصل من كوني مسؤولاً من موقعي كمدير للفريق الأول ، الا أنني أجزم كما هو حال غيري من العاملين داخل جهاز الكرة وادارة النادي ، بأننا نسعى لما فيه مصلحة الفريق ، فإن أصبنا فالحمد لله وإن جانبنا الصواب فجل من لا يخطئ.
عودة الى قضية حسن العتيبي التي أراد لها البعض أن تثار بطريقة فيها إساءة الى الهلال وادارته ، وليس الى سامي الجابر وحده ، فالقصة لمن يريد الحقيقة أنه لم يحدث من قبل الادارة الهلالية أي تجاوز فيما يتعلق بالمفاوضات مع حسن العتيبي.
الظهور الاعلامي الأول للكابتن حسن العتيبي لم يدرسه الكابتن حسن بشكل جيد ، فهو يعلم أن الأمور داخل النادي يتم التعامل معها بشكل عادل ومنصف للأطراف كلهم ، ويدرك الجميع أن رئيس النادي حريص كل الحرص على عدم تناول المواضيع اعلامياً.
ما حدث بعد تصريح الكابتن حسن الأول هو توضيح مني كمسؤول عن الفريق ، ولم يكن التوضيح لرغبة شخصية مني ، بل كانت بسبب الحاح اعلامي للتعليق على قضية تجديد عقد حسن العتيبي ، لذا تم التعليق بشكل بعيد كل البعد عما جاء بمداخلة حسن العتيبي الفضائية أو من خلال الصحف ، حيث كان الغرض وضع الجمهور الهلالي أمام الحقيقة الكاملة ، وما قلته إعلامياً هي حقائق يعيها جيداً من هو داخل البيت الهلالي ، فيما قيل هو حقائق وليست وجهة نظر.
الحقية التي تم سردها يجب أن لا تغضب أحداً ، فلم يكن في حديثي أي اساءة الى حسن ، بل كنت أتحدث بوضوح أن حسن يلقي قبولاً من الادارة والجهاز الفني ، والجميع يرغب في بقائه داخل البيت الهلالي ، والاحتراف يتطلب وجود مثل هذه المفاوضات ، كما أنني عندما أضفت أن الادارة حريصة على العتيبي ، وجددت معه على الرغم من عدم رغبة المدرب السابق كوزمين كنت أوضح حقيقة وهي أن موقف حسن العتيبي الآن أقوى من موقفه سابقاً ، فهو مطلوب من قبل المدرب وكذلك مرحب به من قبل الادارة ولم يكن يدور بخلدي أن القضية ( مشحونة ) بهذا الشكل.
بقى أن أشير الى أمرين في غاية الأهمية .. هما:
لو رفض البلجيكي ايريك جيريتس التجديد مع أسامة هوساوي ، على سبيل المثال ، لأنه لا ينسجع معه فنياً فبقاء هوساوي داخل أسوار النادي واجب على ادارة الفريق لأنها تعي أنه لاعب كبير ، وقد يأتي الوقت الذي يجد فرصته في تمثيل الفريق ، كما أن بقاءه خارج التشكيلة هو قرار للمدرب.
لذا كان قرار الادارة أن حسن العتيبي يجب أن يبقى حتى لو رفضه كوزمين ، ولا أجد في ذلك تناقضاً أو حتى تجاوزاً على صلاحيات المدير الفني.
اللاعب الهلالي الذي يبحث عن حقوقه من خلال الاعلام يجب أن يعي أن من هم داخل البيت الهلالي أحرص عليه وبكثير من كتاب الأعمدة الصحافية ، كما أن الجماهير الهلالية باتت تعي جيداً من يكتب من منطلق معلومة ، وحرص على النادي ومن يوظف أعمدته لاثاته المشكلات وزعزعة الاستقرار داخل البيت الهلالي.
في النهاية حسن العتيبي بات على قائمة الانتقال ، وهو نظام لم يستحدث في يوم وليلة ، بل هو نظام يفترض على اللاعب أن يفهمه قبل أن يصل الى تلك المرحلة ، كما أتمنى أن تنتهي الأمور لما فيه صالح اللاعب والهلال ، وبما يخدم المصلحة للأطراف كلها.
الأربعاء 1 / 4 / 1431 هـ