التدخين وعلاقته بأمراض القلب الوعائية:
هناك علاقة قوية بين التدخين وأمراض القلب الوعائية حيث يدخل التدخين في
جميع الأعراض والمشاكل القلبية منها:- احتشاء عضلة القلب،وأمراض الشريان
التاجي،و الذبحة الصدرية،والموت الفجائي وأمراض الشريان الأورطي والأوعية
الطرفية.
وتشير الدارسة أن الأشخاص غير المدخنين يعيشون بمدة أطول لمدة (2-6) سنوات للرجال ،و(4-9) سنوات للنساء.
وبالنسبة للأشخاص غير المدخنين ولديهم تاريخ مرضي للقلب يعيشون لمدة
(2-4) سنوات للرجال و(2-7) سنوات للنساء مقارنة بالأشخاص غير المدخنين.
والتدخين هو السبب المباشر لانتشار أمراض القلب الوعائية و كما أن التدخين
يدخل في رفع مستوى الكولسترول في الدم الذي يعتبر مع التدخين بسبب آخر
لمرض أحتشاء عضلة القلب أيضاً.
وتشير الدراسة أن خطورة التدخين مستمرة حتى ولو كانت كمية السجائر أقل (
1-4 سجائر) حيث تم اكتشاف أن هذه السجائر كافية لتسبب أمراض شرايين القلب
التاجية المميتة وزيادة نسبتها إلى الضعف وخاصة عند النساء.
وتستمر خطورة التدخين في السجائر المفلترة أو التي تحتوي على نسب أقل من
النيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون لأن مدخنها يقوم بأخذ نفس عميق
مستمر وهذا يسبب انسداد ثقوب التهوية الموجودة في فلتر السجارة.
وقد تم اكتشاف أن خطورة التدخين في الأعمار المتوسطة تزيد نسبتها عن كبار
السن وبالمقارنة نجد أن أمراض الشريان التاجي تكون نسبته (2:1) عند
المدخنين اللذين لا يتجاوز أعمارهم 50 عاماً وتكون النسبة (5:1) للمدخنين
اللذين تجاوزوا هذا العمر.
وتقل بنسبة كبيرة الإصابة بأمراض القلب بعد الإقلاع عن التدخين في أول
ثلاث سنوات لتصل إلى النسبة الطبيعية عند غير المدخنين بعد حوالي(10-15)
سنة.
كما أن نسبة أمراض القلب التاجية المميتة تقل بنسبة (36%) عند الإقلاع عن التدخين.
العلاجات المتوفرة للتوقف عن التدخين:-
يفشل غالبية المدخنين في التوقف عن التدخين لأكثر من أيام معدودة وهناك
أقل من (5%) من المدخنين يتوقفون عن التدخين لأكثر من عام كامل.
وقد تم زيادة فرصة التوقف عن التدخين بعد تناول العلاجات المساعدة لذلك ومنها:-
- العلاج الاستبدالي للنيكوتين NRT ومتوفر بصور عديدة منها (علكة، لصقات،بخاخ الأنف، الاستنشاق ، كبسولة تحت اللسان).
- البوبروبيون Bupropion:
ويعتبر هذان العلاجان في الخط الأول في المعالجة:
1. العلاج الاستبدالي للنيكوتين: يتوفر هذا العلاج بسهولة ويمكن استخدامه
للأشخاص المصابين بأمراض القلب الوعائية وتبدأ المعالجة في اليوم الأول
للتوقف أو قبل ذلك بيوم في حالة اللصقات النيكوتينية.
2. عقار البوبروبيون Bupropion: يستخدم كمضاد للكآبة ويساعد على زيادة
النورادريالين والدوبامبين في الجهاز العصبي المركزي وهو ما يساعد على
التوقف عن التدخين وبتأثير أقوى من العلاج الاستبدالي ولكن هناك محدودية
للإستعمال بنسبة (3:1) مدخنين وغالباً تكون الجرعة 150ملجم إلى 300ملجم
وتقل الجرعة عند الأشخاص الذين يستخدمون علاجات الصرع ويعتبر العقار آمن
لمرضى القلب ويكون التوقف في الفترة من( 8-13) يوم بعد استعمال الدواء و
يعتبر العلاج الاستبدالي بالنيكوتين ويأتي بعدة البيروبيون كخيار ثاني هما
الخط الأول في معالجة التدخين.
العلاجات الجديدة للتوقف عن التدخين:-
- ريمونبانت Rimonabant أو البلاسبو placebo:- يعمل على تثبيط مستقبلات
النيكوتين في الجهاز العصبي ومتوفر بجرعة 5ملجم/اليوم، 20ملجرام/اليوم
وفترة المعالجة أكثر من (4) أسابيع وتكون نسبة المعالجة (16%) بجرعة 5
ملجم/اليوم من البلاسبو placeboوتزيد بنسبة (28%) بجرعة 20ملجم/ اليوم،
ويستخدم هذا العقار في علاج السمنة المتوقعة بعد التوقف عن التدخين.
- لقاحات النيكوتين Nicotin vaccines:- يمنع ارتباط النيكوتين الموجود في
السجائر مع مستقبلات النيكوتين الموجودة في الدماغ،ولكن هذه الأجسام
المضادة الناتجة في الجسم لا تستمر طويلاً كما أن هذه اللقاحات غير متوفرة
في بعض الأحيان.
- فارنكلين Vareni cline:- عقار عن طريق الفم يرتبط مع مستقبلات عصبية
تعرف بـــ α 4β2 Nicotin Actylcholin reception وهي مستقبلات مهمة لحدوث
الإدمان ويقوم العقار تثبيط هذه المستقبلات وتحفيز إطلاق الدوبامين إلى
(35-60%) وهذا يكفي لتغير سلوك الحيوان وعدم قابليته للنيكوتين.
ويوضح الشكل نسبة التوقف خلال آخر (4) أسابيع بعد المعالجة بعقاقير التوقف عن التدخين لمدة سبع أسابيع.
الخلاصة:-
- التوقف عن التدخين يعتمد على المشاركة بين العلاج الدوائي والدور النفسي والاجتماعي.
- وحتى الآن ينتشر استخدام العلاج بالبوبروبيون والعلاج الاستبدالي للنيكوتين.
- الفارنكيلن عقار جديد تم تسجيله من قبل لجنة تقييم الأدوية الأوربية
والأمريكية EMEA,US FDA ويتم وصفه في بريطانيا وقد أثبتت فاعليته أكبر
ومأمونيه عالية من بوبروبيون الذي يسبب الصداع، القلق ، وجفاف الفم.
- حتى الآن لا توجد مخاطر من استخدام فارنكلين على أمراض القلب الوعائية.
- مازالت الجهود والدراسات مستمرة للعلاجات الطبية والدعم الضروري للتوقف عن التدخين.
- أخيراً يتطلب على الطبيب المعالج متابعة الجديد في حالة المدخن ومتابعة الدراسات المتعلقة بذلك.
نسخة من المقالة العلمية المنشورة في المجلة البريطانية لأمراض القلب/ الشرق الأوسط
الكاتب: Serena Tonstad
ترجمة الدكتور/ نجيب البريكي طبيب العيادة بالجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالرياض .